المعلّـم ميمـي
كالمعتاد , سائق الباص في طريقه من محطة الى اخرى ، وبينما هو في طريقه توقف باحدى المحطات ، صعد أحد الركاب وهو شاب عملاق كأنه بطل كمال أجسام ، وعلى وجهه علامات الشر قد تركت على وجهه أثار المشاكل
فسأله السائق عن التذاكر , فأجابه والشرر يتطاير من عينيه : المعلم ميمي مابيدفعش تذاكر
تركه السائق على استحياء وتابع طريقه ، وفي اليوم التالي ركب نفس العملاق ونظر اليه السائق برعب وسأله نفس السؤال بنبرة مرتعدة
فأجابه العملاق بغلظة : المعلم ميمي مابيدفعش تذاكر
تكرر هذا المشهد مرات ومرات , نفس السؤال ونفس الاجابة , دون أن يتجرأ السائق أو حتى يفكر في مناقشة العملاق
*******
فارق النوم عين السائق وأصابته الكآبة والخجل من نفسه ومن الركاب الذين ينظرون اليه على أنه جبان , وبدأ يتغيب عن العمل في محاولة منه للهروب من المشكلة , ولكنه قرر أن يواجه نفسه ويتحداها ، فذهب بجسمه النحيل وقامته القصيرة الى احدى مراكز التدريب وسجل نفسه في دورات تدريب كمال أجسام ، كونغ فو ، جودو وكارتيه
ومضت أشهر وهو يكافح ويناضل من أجل تحرير نفسه من الخوف حتى أتقن كل فنون الدفاع عن النفس ونال منها أشكال من الميداليات وألوان من الأحزمة
*******
وحانت لحظة المواجهة مع المشكلة التي خاض كل ذلك من أجلها فعاد الى عمله المعتاد واتجه الى نفس المحطة ، وهو يبحث عن هذا العملاق , وما أن صعدت الفريسة الباص حتى نهض السائق وسأله بنبرة يملؤها الثقة بالنفس : تذاكر ، فأجابه العملاق بنفس الطريقة : المعلم ميمي مابيدفعش تذاكر
فأمسك السائق بقميص العملاق من رقبته وسط ذهول الركاب وصاح بصوت عال وعينان تشتعل منهما النار : المعلم ميمي مابيدفعش تذاكر ليه يعني؟
فأجابه العملاق بصوت خافت
المعلم ميمي معاه اشتراك